المشروبات الكحولية Alcohols فوائدها ونسبة الكحول فيها وتأثيرها الصحى
المحتويات
المشروبات الكحولية Alcohols
كلمة كحول هى عربية الأصل , ترمز لسائل عديم اللون , متطاير ذى رائحة وطعم معينين . ويحضر عادةً من تخمير الكربوهيدرات سواء أكانت الشعير , الذرة , الأرز , أم المولاس .
ويعبر عن قوة الكحول عادةً بالنسبة المئوية لحجم أو وزن السائل , على سبيل المثال 10% كحول / حجم تدل أنه يوجد 10 مل من الكحول فى كل 100 مل من السائل , أو 8 جم من الكحول فى 100 جم من السائل لأن الكحول أخف من الماء , والمسكر Proof spirit خليط من الكحول بكميات متساوية بالوزن . والويسكى غالباً ما يكون 70% برووف , أى أن قوة الكحول فيه نحو 33% .
الزوار شاهدوا أيضاً :
- 4 أسهر مشروبات ساخنة مفيدة ومغذية للجسم .
- لجنوكايين مخدر موضعى , الفوائد والآثار الجانبية .
- أمراض سوء الإمتصاص وعلاجها بالتغذية .
- الإحتياجات الغذائية للأفراد .
نسبة الكحول في الويسكي
الويسكى تصل نسبة الكحول به أكثر 33% ويصنع من الشعير . أما البيرة ( الجعة ) والتى تصنع أيضاً من الشعير تتضمن محتوياتها من الكحول ما بين 3-7 جم / 100 مل , وبعض الأنواع قد تحتوى على نسبة أعلى . محتوياتها من الطاقة هى ما بين 30-60 سعر حرارى , أى مثل محتويات الحليب مع الفارق أن الحليب يحتوى على بروتين وكميات جيدة من عدة فيتامينات وعناصر معدنية .
نسبة الكحول في الفودكا
الروم Rum يصنع من المولاس , براندى , وشيري و بورت ينع من العنب . الفودكا مشروب الروس المفضل يصنع من البطاطا ونسبة الكحول به فى المتوسط 40% , أما مشروب العرب التقليدى وبخاصة فى الجزء الشرقى من العالم العربى فهو العرق الذى يصنع عادة من التمور , وترمز كلمة عرق Arak أو Raki إلى الكحول المقطر فى بلاد الشرق .
الإمتصاص والإنتشار فى الجسم
يسهل حجم جزيئات الكحول الصغيرة نسبياً انتشاره خلال الأغشية المخاطية للفم والمعدة . لكن يتوقف إمتصاص المعدة للكحول على درجة تركيزه فيها والوقت اللازم لتفريغها و فهو سريع إذا كانت المعدة فارغة , بينما الغذاء خاصة المحتوى على دهون يؤخر من عملية تفريغ المعدة ويسمح بإمتصاص العصير المعدى بصورة أكبر من إمتصاص الكحول .
وبعد إجراء أية عملية إستئصال فى المعدة , يشعر المريض بحالة ترنح وسكر من شرب كميات قليلة من الكحول وذلك لدخول الكحول الأمعاء لصغيرة بسرعة حيث الإمتصاص يكون سهلاً وسريعاً مما يتبعه سرعة إرتفاع نسبة الكحول فى الدم مما يجعل المريض سكيراً على غير عادته .
يتوزع الكحول فى أنسجة الجسم على حسب محتويات كل نسيج من الماء . يحوى مصل الدم ( بلازما ) على نسبة كبيرة من الكحول مقارنة بأى نسيج آخر فى الجسم لأن محتوياته من الماء عالية جداً . أما الأنسجة الدهنية التى تحوى على قدر قليل من الماء فإن تركيز الكحول بها يكون قليلاً .
وتكون نسبة الكحول فى دم البدناء أعلى منها عند النحفاء عندما يشربون كميات متساوية من الكحول لكل جرام من وزن الجسم .
فوائد الكحول
القيمة الغذائية للمشروبات الكحولية :
الكحول مادة كربوهيدراتية تعطى عند أكسدتها 7 سعرات حرارية لكل جرام منها . أى أن كأس الويسكى الصغير يحوى على 75 سعراً حرارياً . ولا يخزن الكحول فى الجسم و 90% منه يتأكسد إلى ثانى أكسيد الكربون , وماء وطاقة .
تختلف درجة التخلص من الكحول من شخص لآخر . فالرجل الذى يزن 68 كجم مثلاً يمكنه التخلص من 6-8 جم من الكحول فى كل ساعة , وسرعة التخلص من الكحول عند المدمنين تكون أعلى , وبعامةً قدرت مقدرة الكبد على التخلص من الكحول بنحو 100 مجم / كيلوجرام من وزن الجسم / ساعة .
حيث أن الكحول لا يحتاج إلى هضم كباقى الأغذية ولأنه سريع الإمتصاص من المعدة والأمعاء فهو مصدر سريع للطاقة . وأخذه بكميات صغيرة قد يوفر إستهلاك البروتين بدلاً من إستعماله كمصدر للطاقة .
أخذ 30-60 مل من الكحول فى معدة فارغة يرفع درجة حرارة الجسم ما بين 1-2 درجة مئوية مما يجعل الشارب يشعر بالدفء وتوهج الوجه , وكذلك يعمل الكحول على توسيع الأوعية الدموية لذا فى بعض الحالات يتم إعطائه للمرضى , ويمكن أخذه على فترات متقطعة وبصورة مخففة حيث يعمل كمدر للبول .
متى يتم إدمان الكحول؟
مدمن الكحول هو الشخص الذى لا يمكنه التوقف عن شرب الكحول على الرغم من كثرة دواعى ذلك . فربما يحتاج فى الصباح الباكر إلى جرعة منه ليبدأ بها يومه , ومقدرة مثل هؤلاء الأفراد على إستهلاك المشروبات الكحولية يزداد لدرجة يمكن للمدمن فيها أن يشرب 2-3 زجاجة من الخمور أو زجاجة ويسكى فى اليوم .
الحياة الأسرية لمدمنى الكحول غالباً ما تتعرض للأزمات , فعلى الرغم من مقدرة المدمن على الإحتفاظ بعمله , لكن لا شك أن مقدرته على النجاح والتقدم تقل وتضعف . وبعض المدمنين يحتفظون بصحتهم بصورة جيدة على مدار سنوات ويبدو عليهم مظاهر التغذية الجيدة والصحة الزاهية , لكنهم غالباً يصيرون إلى حالة غذائية سيئة نظراً للمشكلات الإجتماعية والمادية التى يعانون منها . فتضعف شهية المدمن للأكل وقد تبدو عليه علامات النقص الغذائى لعنصر أو أكثر من العناصر الغذائية الرئيسية . ومن أكثر أمراض النقص الغذائى التى قد يتعرض لها المدمن , هى علامات نقص فيتامين الثيامين Thiamin , والنياسين Niacin وحمض الفوليك , البروتين , الماغنيسيوم , والبوتاسيوم .
وإذا استمر المدمن فى الشرب ولم يكترث فإن تدهور صحته وحالته النفسية والإجتماعية ستكون الثمن الغالى الذى عليه أن يدفعه , أما إذا توقف عن الشرب وأمسك عنه ففى كثير من الحالات يسترد حالته الصحية ويعود إلى وضعه العادى .
وبسبب تلف الكبد لدى المدمن وعدم مقدرته على القيام بوظائفه فإنه يعجز عن تمثيل كل كمية الكحول المشروبة . ومن أكثر الأعراض المصاحبة لمثل هذه الحالات إلتهاب الكبد الحاد ( خصوصاً إذا كان أكل الشخص أقل من المطلوب ) , وحدوث اليرقان ( اصفرار الجلد ) , قلة الشهية للأكل والغثيان , التقيؤ , الشعور بالألم عند أعلى البطن وكلها علامات الإصابة بإلتهاب الكبد . أما إذا فحص الكبد مجهرياً فيمكن ملاحظة أنه أصبح دهنياً ( تجمع الدهون فى خلاياه ) وموت العديد من الخلايا وتنكرزها ( بمعنى تلفها ) Necrosis ومن ثم تليف أنسجة الكبد .
لهذه الأسباب كلها يعد بعض الخبراء فى بريطانيا وأمريكا الإدمان على المشروبات الكحولية بين الأفراد متوسطى العمر أكثر خطورة من تعاطى الهيروين بين الشباب .
الحوادث
ضعف المقدرة على سرعة التفكير وإنعدام اليقظة الناتجة عن حالة السكر قد تجعل المدمن أكثر عرضة للصدمات والجروح .
إذا ارتفع مستوى الكحول فى الدم إلى 150 مجم / 100 مل يعد خطراً ولا يؤهل الشخص لقيادة السيارة فى أغلب البلدان . ثلاثة كؤوس من الويسكى ( نحو 100 مل ) أو 1.5 باينت من البيرة ( نحو ثلاثة أرباع لتر ) تجعل مستوى الكحول فى الدم 50 مجم / 100 مل , بينما 4 كؤوس كبيرة من الويسكى أو 4 باينت من البيرة تجعل مستوى الكحول فى الدم يصل إلى 150 مجم / 100 مل .
ويعتبر قانون حماية الطرق فى بريطانيا ( 1967 ) الشخص الذى تزيد نسبة الكحول فى دمه عن 80 مجم / 100 مل سكيراً ويستحق العقاب .
المشروبات الكحولية وتشوه خلقة الجنين
مهما بدا على هذا العنوان من غرابة ومهما تضمنه من تخويف , ربما تكون من أكثر الحقائق الغذائية وضوحاً ورسوخاً وبعداً عن التضليل . فالمرأة الحامل إذا شربت مثل هذه المشروبات فإن خلقة طفلها ستتضرر , وتعتمد درجة الضرر هذه على كمية تناول مثل هذه المشروبات ومدى تكرارها .
نتجت هذه الملاحظة من دراستين منفصلتين , الأولى فى أمريكا والثانية فى فرنسا , هاتان الدراستان ودراسات أخرى عديدة نشرت بعدها أشارت إلى أن الإدمان على الكحول فى فترة الحمل يؤدى إلى صغر حجم رأس الطفل , وتشوه العيون والآذان , والشفة العليا تكون طويلة , والأعضاء التناسلية تكون غير سليمة هذا بالإضافة إلى التخلف العقلى وضعف النمو الجسمانى .
ويضعف النمو فى مثل هؤلاء الأطفال قبل الولادة وبعدها . وطول الطفل يكون أقصر من المعدل . ولا يتأثر الوزن بنفس الدرجة التى يتأثر بها الطول ولكن بعد الولادة يكون معدل الزيادة فى الوزن أبطأ من الطفل العادى . ولا يمكن تعويض هذا التخلف الجسمانى فى مرحلة الطفولة , أى فى سنوات عمره الأولى مما يثبت أن البيئة لا دور لها فى هذا .
ونسبة موت الأطفال قبل الولادة وأثنائها وبعدها تكون عالية , وتبدو على الأطفال الذين يعيشون بعض العلامات العصبية ككثرة الحركة وحدة الطبع والرعشة . وهذه الأعراض ربما تكون ناتجة عن حرمان الطفل من الكحول الذى تعود عليه وهو فى بطن أمه . لكن الرعشة قد تستمر لفترة طويلة وربما سنوات . والتخلف العقلى الذى يصيب الطفل لا يلبث أن يظهر على سلوكه مع مرور الوقت . ونسبة الأطفال المولودين لأمهات مدمنات والمصابين بمثل هذه العاهات قد يصل إلى 90% من مجموع الأطفال .
لكن ماذا عن الأمهات غير المدمنات ؟ أى ما هو تأثير شرب كميات بسيطة من الكحول أو شرب كمية كبيرة لكن ليس بصورة دائمة ( فى حفلة مثلاً ) على تكوين الجنين ؟ من سوء الحظ أن المعلومات المتوافرة عن مثل هذه الحالات قليلة . فليس معروفاً إذا كان إرتفاع نسبة الكحول فى الدم إلى حدها الأقصى ( عند شرب كمية كبيرة فى حفلة ) أو وجود الكحول فى الدم بنسبة معتدلة ( أى عند شرب كميات قليلة لكن بصورة متكررة ) هى التى تسبب هذه الأضرار . يرى بعض الخبراء أن نسبة بسيطة من الكحول فى الدم تسهم ولا شك فى إظهار هذه الأعراض خاصة إذا كان الحمل فى أسابيعه الأولى .
والكيفية التى تحدث فيها هذه العيوب الخلقية غير معروفة على وجه التأكيد , وربما لوجود الكحول المباشر فى دم الطفل . وربما للتغيرات الفسيولوجية التى تحدث للأم , وقد تكون ناتجة عن حالة الأم الغذائية . لا شك أن عدة عوامل مترابطة ومتداخلة تقود إلى هذه الظاهرة , لكن أكثر هذه العوامل إحتمالاً هو نقص غذاء الأم فى بعض العناصر الغذائية . وقد أظهرت التجارب على الحيوانات أن نقص بعض العناصر الغذائية كالتى يفتقر إليها المدمن والمبينة فى السطور السابقة يؤدى إلى تغييرات فى خلقة الحيوانات المولودة .